" أحبتي ... بدأ السباق

بدأت العشر الأواخر من رمضان وبدأ معها السباق ...

بدأت العشر الأواخر وهي تنادي : قد قرُب الوداع فهيا شمروا على سواعد الجد

وبادروا بالأعمال الصالحة وتهيأوا للرحيل ...

بدأ السباق فعلا و" إنما الأعمال بالخواتيم "...

بدأ السباق فأين المتسابقون ؟ أين المتنافسون ؟ أين المتسارعون ؟ أين ؟

ألم ينادي الكريم الحنان سبحانه : " سارعوا .." " سابقوا ..." " وفي ذالك فليتنافس

المتنافسون "...

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القدوة والنموذج يشمر ويجد ويجتهد في

العشر الأواخر اجتهادا قل نظيره ...أيقظ أهله وشد مأزره وأحيى ليله واعتكف في

المسجد تعبدا لله وتقربا اليه سبحانه ...

هذا الحبيب يا مُحب فأين المحبون والمقتدون والمهتدون ؟ أين ؟

ليال عشر تنادي : إنها أيام معدودة فأدرك نفسك بالسجود والذكر والطاعة والإقبال

على المولى الكريم بسائر القربات ...

تنادينا الأيام العشر بلياليها : إستيقظ يا غافل ..تب يا مذنب ..إرجع الى مولاك من إباقك

وهربك ..إلى متى وأنت كسلان ؟ إلى متى وأنت قاعد ؟ إلى متى وأنت ساقط الهمة

بارد الإرادة ؟ إلى متى .

فماذا يا تُرى ماذا سيرى الله منا في هذه الساعات المعدودة ؟

ليال فيها ليلة من بركاتها :

_ أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن الكريم ، قال تعالى :" إنا أنزلناه في ليلة القدر ".

_ أنها ليلة مباركة فليفهم الأحبة معنى البركة ، قال تعالى :"إنا أنزلناه في ليلة

مباركة ".

_ يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى :"فيها يفرق كل أمر

حكيم ".

_ العبادة والعمل الصالح فيها أفضل من غيرها من الليالي بألف سنة ، قال تعالى

:"ليلة القدر خير من ألف شهر".

_ تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى :"تنزل

الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ".

_ ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها

السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي

سلام كلها ، قال تعالى :" سلام هي حتى مطلع الفجر ".

_ فيها تُغفر الذنوب لمن قام وذكر وعمل صالحا واحتسب الأجر والثواب عند الله عز

وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم

من ذنبه ) متفق عليه

______________________ _____________________

شعار والله أعجبني وترك في نفسي أثرا بالغا وبليغا :

إنه شعار التابعي الجليل إدريس الخولاني رحمه الله رحمة واسعة ...

قال رحمه الله :" " أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا، كلا

والله لنزاحمهم عليه زحاما حتى يعلموا أنهم قد خلَّفوا وراءهم رجالاً " .

وهاك أخي .. هاك حبيبي كلام نفيس لأعلام الأمة من سلفنا الصالح ...

قال وهيب بن الورد "إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل" ..

وقال بعض السلف "ما بلغني عن أحد من النَّاس أنَّه تعبد عبادة إلا تعبدت نظيرها

وزدت عليه" ..

وقال أحدهم "لو أنَّ رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غمَّا ما كان

ذلك بكثير"

" عبدي أطلبني تجدني فإن وجدتني وجدت كل شئ وإن فتك فاتك كل شئ "...

اللهم اجعلنا ممن يطلب وجهك ويريد رضاك ويحيى ويموت على حبك ...آمييين

فهل من منافس ؟ وهل من مسارع ؟ هل من مسابق ؟

_____________________ ____________________

أغلق التلفاز .. أقلل من لقاء الناس .. تذكر أن البطنة تُقعد عن العمل الصالح ..

تفطن أن الأنترنت سلاح ذو حدين .. ولا تنس ذكر الله ... شمر ونافس أحبابك ..

تهيأ للموت وتهيأ للقاء الله تعالى ولا تنس أن الموت يأتي بغتة وقد لا تُدرك ليلة

القدر وقد تُدركها وتُحرم بذنوبك بركتها وخيرها ونورها وفتحها ...

الله الله في أنفسكم ...

الله الله في مستقبلكم ...

الله الله في رمضان والويل ثم الويل لمن كان رمضان خصمه يوم القيامة ...

______________________ ______________________

هي كلمات أحباب قلبي قد جالت في خاطري ونبعت من أعماق قلب يحبكم أحببت

ألا أكتمكم إياها وأنا العبد المفلس المقصر في طاعة مولاه ينتظر دعوة من مُحب

ومن كريم تصله في ليلة مباركة ...

وأختم بقولي : لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

والحمد لله رب العالمين